بسم الله الرحمن الرحيم
بر الوالدين
برالوالدين يرفع الأزمات ويفرج الكربا ت وينجى من المهلكات
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد بن عبد الله الذى رسم للأنسانية أقوم طريق وسن للأنام أحسن السنن مما يحقق ويضمن السعادة لمن تمسك بها فى الدنيا والأخرة وعلى أله وصحبه وتابعيهم الذين ساروا على نهجه ودربه فكانوا نجوم هداية للضالين فى شعاب الحياة وعلى ذلك فان من القيم والمثل التى نمت فى المدرسة المحمدية بر الوالدين وصلة الرحم انها من أفضل الأعمال وأحبها الى الله اذ قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسنا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا
صدق الله العظيم
جعل الله عزوجل برالوالدين بعد عبادته سبحانه وتعالى فى أكثر من أية وهذا يدل على عظمة قدرهما عند الله
بسم الله الرحمن الرحيم وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما
صدق الله العظيم
تلك الأية تبين عظمة حقوق الوالدين وفضلهما على الأبناء مما يجعلنا أشد حرصا على برهما ورعايتهما وما أعظم هذا الحق بالوصية من الله عزوجل اذ قال ووصاينا الانسان بوالديه احسانا صدق الله العظيم
وقال تعالى ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن أشكر لى ولوالديك الى المصيروان جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا
صدق الله العظيم
فمن شكر لله ولم يشكر لوالديه فلم يقبل منه عمله ولا طاعته بر والديك وحتى كانوا مشركين ولا تطع والديك فى الشرك بالله ولا فيما يغضب الله لان لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق
وبر الوالدين يزيد الرزق ويزيد العمر بركة وسبب فى دخول الجنة
برالوالدين ورضا الأم سبب فى النطق بالشهادة
كان هناك شابا فى عهد رسول الله يسمى علقمه مرض واشتد عليه مرضه فقيل له قل لا اله الا الله فلم ينطق لسانه فأخبر النبى بذلك فقال هل له أبوان فقيل أما أبوه فقد مات وله أم كبيرة فأرسل اليها فجأءت فسألها عن حاله فقالت يا رسول الله كان يصلى كذا وكذاوكان يصوم كذا وكذا وكان يتصدق بجملة دراهم ما ندرى ما وزنها وما عددها قال فما حالك وحاله قالت يا رسول الله أنا عليه ساخطة واجدة قال لها ولم ذلك قالت كان يؤثر على امراته ويطيعها فى الأشياء فقال رسول الله سخط أمه حجب لسانه عن شهادة أن لا اله الا الله ثم قال يا بلال انطلق واجمع حطبا كثيرا حتى أحرقه بالنار فقالت يا رسول الله ابنى وثمره فؤادى تحرقه بالنار بين يدى وكيف أحتمل أنا وقلبى ذلك فقال الرسول أيسرك أن يغفر الله له فارضى عنه فوالذى نفسى بيده لا ينتفع بصلاته ولا بصدقته مادمت أنتى ساخطة عليه فرفعت يدها وقالت أشهد الله تعالى فى سمائه يا رسول الله ومن حضر أنى قد رضيت عنه فقال الرسول الكريم يا بلال انطلق وانظر هل يستطيع علقمه أن يقول لا اله الا الله فلعل أمه قد تكلمت بما ليس فى قلبها حياء من رسول الله فانطلق بلال فلما انتهى الى الباب سمعه يقول لا اله الا الله ومات من يومه وغسل وكفن وصلى عليه النبى الكريم ثم قام على شفير القبر وقال يا معشر المهاجرين والأنصار من فضل زوجتة على أمه فعليه لعنة الله ولا يقبل منه صرف ولا عدل
بر الوالدين بعد الممات
كان هناك رجل يبر والديه ويعطف عليهما ويرعاهما أحسن رعاية وبعد أن مات والده ذهب الى الرسول وقال له هل على من بر أبوى شىء أبرهما به بعد وفاتهما فقال الرسول الكريم نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وانفاذ عهدهما واكرام صديقهما وصلة الرحم التى لا توصل الا بهما فنعم ذلك الأبن الحريص على بر والديه فى حياتهما والمحافظة على برهما بعد مماتهما وقد ورد فى الصدقة عن الأم والأب أيضا عن ابن عباس أن رجلا قال يا رسول الله ان أمى توفيت أينفعها أن أتصدق عنها قال نعم قال ان لى مخرافا فأنا أشهدك أنى تصدقت به عنها والخراف هى الحديقة
وعن سعد بن عبادة قال قلت يا رسول الله ان أمى ماتت فأى الصدقة أفضل قال الماء فحفر بئرا وقال هذا لأم سعد فعلينا جميعا ببر الوالدين حتى بعد وفاتهما بالدعاء لهما بالمغفرة والرحمة والتصدق عليهما والحج عنهما
صلة الرحم
لقد أعتنى القرأن الكريم كل العناية بهذا الموضوع فلقد ورد ذكر فضل صلة الرحم فى أكثر من أية فى القرأن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم
وفى أية أخرى واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام
والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل
والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سؤ الدار
ومن هذه الأية نصل الى أن صلة الرحم من شروط الايمان التى يجب توافرها فى كل مسلم لكى يصح ايمانه والدليل فى قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت
صدق الله العظيم
لقد وصلت صله الرحم الى درجة كبيرة من الأهمية وذلك عندما عهد الله سبحانه وتعالى على نفسه أن يصل من يصل رحمه ويقطع من قطعها والدليل على ذلك قول الرسول ان الله تعالى خلق الخلق حتى اذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذلك لك ثم قال رسول الله فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم فمن أراد أن يصله الله عزوجل فليصل رحمه
صلة الرحم جهاد فى سبيل الله
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال أقبل رجل الى النبى الكريم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد ابتغى الأجر من الله تعالى فقال فهل لك من والديك أحد حى قال نعم بل كلاهما قال فارجع الى والديك فأحسن صحبتهما
وصلة الرحم لها فضائل أخرى كثيرة وهى من الأسباب التى ترضى الله وتبسط الرزق وتؤدى الى البركة فى العمر وتأخير الأجل ولقد ورد ذكر هذه الفضائل فى قول الرسول الكريم من أحب أن يبسط له فى رزقه فليصل رحمه وحذر من قطعها فقال لا يدخل الجنة قاطع رحم والرسول الكريم قد أهتم بتعليمنا وأرشادنا الى الطريق الصحيح الذى يؤدى بنا الى صلة رحمنا بصورة ترضى الرب ثم ذوات الأرحام وعلى ذلك فانه حث على أن تجعل الصدقة فى الأقربين ورأى أن ذلك أفضل وذلك فيما ورد عن أنس رضى الله عنه قال كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله اليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله الكريم يدخلها ويشرب من ماءفيها طيب فقال يا رسول الله أن الله تبارك وتعالى يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وان أحب مالى الى بيرحاء وانها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله تعالى فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال رسول الله بخ ذاك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وانى أرى أن تجعلها فى الأقربين فقال أبو طلحة افعل يارسول الله فقسمها أبو طلحة فى أقاربه وبنى عمه وهكذا يعلمنا حبيبنا المصطفى كيف نصل أرحامنا وكيف نؤدى حقوق ذوى الأرحام علينا حتى الصدقة هم أولى بها من غيرهم لقول الرسول الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذى الأرحم ثنتان أى صدقة وصلة وقال أيضا أن لهم أجران أجر الصدقة وأجر القرابة فيالها من بشرى سارة لكل مسلم ومسلمة تجعلنا نسارع لكى نصل أرحامنا ونتصدق عليهم لنحظى بهذا الأجر العظيم من رب العالمين وصلة الرحم هامة جدا لكل مسلم لانها من أسباب دخول الجنة وقطيعتها من موجبات عذاب النار والعياذبالله عن أبى أيوب الأنصارى أن رجلا قال يا رسول الله أخبرنى بعمل يدخلنى الجنة ويباعدنى عن النار فقال النبى الكريم تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصل الرحم
وليست الصدقة فقط هى كل واجبنا نحو ذوى الأرحام ولكن هناك شىء أخر بالغ الأهمية وهو أن تحاول من خلال هذه الصلة الأخذ بأيديهم الى طريق الله واتباع سنة رسوله وذلك عن طريق تعليمهم أمور الدين والنصح والارشاد والتوجيه وفى ذلك تطبيقا وامتثالا لأوامر الله سبحانه وتعالى فى الأية الكريمة
وانذر عشيرتك الأقربين
فيالعظيم هذة الأية التى توجهنا لتأديه بعض حقوق ذوى الأرحام علينا
من الناس يصل رحمه لكن لا يجد المعاملة بالمثل ولقد حدث بالفعل فى عهد الرسول الكريم عندما قال رجلا يا رسول الله ان لى قرابة أصلهم ويقطعونى وأحسن اليهم ويسيئون الى وأحلم عليهم ويجهلون على فقال لو كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك والمل هو الرماد الحار
وهذا ردا على كل من يصل رحمه ولكنه يقابل بالاساءة بأن يستمر فى الصلة فهاهو حبيبنا المصطفى يصف لنا الروشتة التى تشفى صدورنا وصدور الأخرين وهى ليس الواصل بالمكافىء ولكن الواصل الذى اذا قطعت رحمه وصلها وكا ن الحبيب المصطفى يصل رحمه وكان وفيا لأصدقاء زوجتة خديجة بعد وفاتها وهذا يدل على أن كل مسلم يمكنه أن يصل رحمه حتى بعد موتهم من خلال زيارة أقاربهم وأصدقائهم والأطمئنان على أحوالهم فهذه رسالة الى كل من لم يصل رحمه أن يسارع لايصال رحمه حتى يصله الله وهى طوق النجاة لكل من توفى عنه بعض ذوى أرحامه ولم يكن يصلهم من قبل الوفاة بأن يسارع ويصل أولادة أو أبويه أو كل من كانت تربطهم بهم صلة مودة قبل الوفاة فهذا يكون تكفيرا له عن كل ما مضى من اثم القطيعة قبل الوفاة ولكن لا ننسى فى ذلك
النية وهى صدق التوجه الى أرضاء الله تعالى
أن يكون لنا هدف عظيم فى أن تسوق رحمك الى الله تعالى فتقربهم منه وتعينهم على طاعته رحمة بهم وخوفا عليهم والعطف عليهم وادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
تقرب اليهم بما يحبون فى غير معصية وتحبب اليهم بالهدية وتفريج كروبهم فان لم تستطع مساعدتهم بالمال فليس أقل من بشاشة الوجه ووصلهم والتصدق عليهم والدعاء لهم
ان تعذر عليك زيارتهم عذرا يقبله الله منك فصلهم بالتليفون من حين لأخر أو يالمراسلة
لا تنسى أداب صلة الرحم واياك والاختلاط المذموم الذى يؤدى الى ما لا يحمد عقباه من المعاصى والذنوب وسخط الله تعالى