قال المصطفى : " فأوحى الله عز وجل إلى هذه أن تباعدى وإلى هذه أن تقاربى.."
أوجى الله إلى أرض المعصية أن تباعدى والملك ملكه ، وأوحى إلى أرض التوبة أن تقربى " فوجدوه قريباً قريباً يشير إلى الأرض التى أراد أن يتوب فيها إلى الله فقبضته ملائكة الرحمة([12]) .. برحمة الله جل وعلا.
هذا قاتل.. وهذا زان وزانية. أسأل اله أن يطهرنا وأن يستر نساءنا وبناتنا. تأتى كبيرة الزنا بعد كبيرة القتل . ومع ذلك إن تبت إلى الله وصدقت فى توبتك وقبل الله منك التوبة فأبشر، فإن الذى سيتولى تخليصك وتطهيرك يوم القيامة من صاحب الذنب هو الغفور الرحيم جل جلاله. المهم أن تصدق فى التوبة، وأن تبكى دماً بدل الدمع على كبيرة الزنا التى وقعت فيها، وأن تبكى دماً بدل الدمع، ولتقلع ولنتب ولتستغفر ولتداوم على الطهر والعمل الصالح.
اسمع ماذا قال المصطفى – والحديث رواه مسلم وابو داود وغيرهم من حديث بريدة- قال يريدة: جاء ماعز بن مالك (رجل زنى فى عهد المصطفى وهو محصن .. – أى متزوج) جاء للنبى وقال: طهرنى يا رسول الله فقال له النبى: "ويحك ارجع استغفر الله وتب إليه" ذهب ماعز غير بعيد فجاء إلى المصطفى وقال: طهرنى يا رسول الله .. لا يصبر . ويريد أن يطهر فى الدنيا قبل الآخرة فقال له النبى للمرة الثانية : " ويحك ارجع استغفر الله وتب إليه".. ولذلك قال ابن تيمية طيب الله تراه: الأصل فى الكبائر التوبة قبل إقامة الحد . التوبة .. ذهب ماعز غير بعيد فجاه إلى المصطفى وقال: طهرنى يا رسول الله فقال له النبى للمرة الثالثة: "ويحك ارجع استغفر الله وتب إليه" ذهب ماعز غير بعيد فجاء إلى المصطفى وقال: لقد زنيت يا رسول الله طهرنى، سأل النبى أصحابة وقال: " أبة جنون؟ .." قالوا لا .. قال النبى " أشرب خمرا؟" فقام رجلاً من الصحابة فاستنكهة أى شم نكهته- أى رائحة فمه- فقال : لا لم يشرب خمراً يا رسول الله، فأمر النبى بإقامة الحد عليه رجماً بالحجارة حتى الموت.
هذا حد الله لمن زنى وهو محصن أى متزوج فمضى يومان أو ثلاثة ثم عاد النبى إلى أصحابة وقال لهم: " استغفروا لأخيكم ماعز بن مالك" فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك.. فقال المصطفى : " والذى نفسى بيده لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم"([13]) .. وفى رواية أبى داود قال النبى: " استغفروا
لأخيكم ماعز بن مالك" غفر الله لماعز بن مالك.. فقال المصطفى "والذى نفسى بيده إنه الآن لفى أنهار الجنة ينغمس فيها"([14])
ثم جاءت الغامدية فقالت: يا رسول الله طهرنى لقد زنيت فقال المصطفى: "ويحك ارجعى وإستغفرى الله وتوبى إليه" فقالت: يا رسول الله أتريد أن تردنى كما رددت ماعز بن مالك.. هذه لم تأت بها شرطة الآداب، ولا شرطة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، بل جاء بها إيمانها، وخوفها من ربها جل جلاله فهؤلاء لم يتربوا على مراقبة القانون الوضعى الأعمى، بل على مراقبة الرب العلى الأعلى، طهرنى يا رسول الله قال المصطفى : "ويحك ارجعى واستغفرى الله وتوبى إليه" فقالت: يا رسول الله أتريد أن تردنى كما رددت ماعز بن مالك .. فقال المصطفى لها:"أنت" قالت: نعم.
أسمع ماذا قال لها الحبيب : "أذهبى حتى تلدى" .. هذا الولد ما ذنبه؟ وهذا رد بليغ على العلمانيين المجرمين الذين يختزلون الدين فى أمر الحدود، ويزعمون أن دين الأسلام دين متعطش لتقطيع الأيدى ولرجم الخلق والعباد، ولسفك الدماء، يقول لها النبى وهى التى جاءت تعترف بالزنا: "ويحك ارجعى واستغفرى الله وتوبى إليه".
قال كل أهل العلم: والله لو رجع ماعز واستغفر الله وتاب إليه لتاب الله عليه قال: "اذهبى حتى تلدى" هذا الولد ما ذنبه فذهبت حتى وضعت ولدها من الزنا. اهربى زورى جوازا واخرجى لأى بلدة لا ، لا ... وجاءت به تحمله على صدرها فى خرقة وهو طفل فى المهد للنبى لتقول : يا رسول الله هذا ولدى قد وضعته فطهرنى يا رسول الله ... ماذا قال لها فى الثانية قال: لا "ارجعى حتى ترضعيه حتى تفطميه" أرضعيه سنتين كاملتين حتى تفطميه.
عادت المرأة فأرضعت طفلها عامين كاملين لم تهرب وما نسيت بل جاءت بعد عامين وفى يد ولدها كسرة خبز ، لتبين للنبى عمليا أن الولد قد فطم عن الرضاع، فإنها مصرة على أن تطهر فى الدنيا قبل الأخرة فأمر النبى رجلاً من المسلمين أن يأخذ الولد ليقوم على تربيته.
وكان من بين هؤلاء الذين رموها بالحجارة خالد بن الوليد – - فلما رماها خالد بن الوليد علا بحجر تنفح دمها على وجهه خالد فسبها خالد بن الوليد فسمعه النبى فقال: " مهلا يا خالد .. مهلا يا خالد فوالذى نفسى بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له"([15]) .. وفى رواية لما
ماتت أمر النبى الصحابة بها ثم قام المصطفى ، ليصلى عليها بنفسه، ثم دفنت- صلى بفتح الصاد-
وهذا هو الراجح بدليل رواية مسلم أن عمر بن الخطاب قال له : يا رسول الله أتصلى عليها وقد زنت؟! فقال له النبى :" والذى نفسى بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله جل وعلا"([16]) .
يا هاتكا حرم الرجال وتابعا
من يزن فى قوم بألفى درهم
إن الزنا دين إذا استقرضته
طرق الفساد فأنت غير مكرم
فى قومه بزنى بربع الدرهم
كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
فتب إلى الله يا من زنيت .. توبى إلى الله يا من زنيت، تب إلى الله يا من وقعت فى هذه الكبيرة البشعة الشنيعة. اللهم استر نساءنا وبناتنا وأصلح شبابنا، واحفظ فروجنا يا أرحم الراحمين حتى ولو لم يقم عليك الحد عجل بالتوبة، وتب إلى الله تبارك وتعالى. فإذا وقفت بين يدى الله سبحانه فى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، إن قبل الله منك التوبة تولى الله سبحانه وتعالى تخليص الحق الذى عليك لمن ارتكبت فى حقه كبيرة الزنا. إن تبت إلى الله وكنت صادقا فى توبتك وقبل الله منك التوبة ستدخل الجنة برحمته أنت وأخوك صاحب الحق، المهم أن تصدق فى التوبة هذا زانى وهذه زانية وهذا رجل قتل نفسه.
والحديث فى الصحيحين من حديث أبى هريرة عن النبى قال: "كان فيمن كان من قبلكم رجل أسرف على نفسه- أى أثقل على نفسه من المعاصى والذنوب- فلما حضرته الوفاة- (وأود أن أنبه هنا إلى أن الرجل قد تاب إلى الله عز وجل توبه عجيبة قبل الموت-) فلما حضرته الوفاة- قال لبنيه: يا أولادى إذا أنا مت فحرقونى، حتى إذا صرت فحما فاسحقونى، ثم اذروا نصفى فى البر ونصفى فى البحر فلئن قدر على ربى ليعذبنى عذابا ما عذبه لأحد من العالمين فلما مات فعلوا به ذلك
[17])
وفى لفظ:" فإذا كان يوم ريح عاصف فاذروا نصفى فى البر ونصفى فى البحر فلما مات فعلوا به ذلك فقال الله عز وجل- أمر الله البحر فجمع ما فيه وأمر الله البر فجمع ما فيه- وقال الله للعبد هذا: كن فإذا هو رجل قائم بين يديه جل جلاله ثم قال الملك اسمع وهذه- هى التوبة، هذه هى التوبة، لم يقتل نفسه قنوطا ولا يأسا من الحياة بل قتل نفسه أو أمر بذلك خوفا من لقاء الله وهو يظن أنه بذلك لن يقف بين يديه- فقال الله له: عبدى ما حملك على أن فعلت ما فعلت فقال العبد : "خشيتك يا رب" وفى لفظ : " مخافتك يا رب وأنت أعلم وأنت أعلم أننى أخافك وأننى أخشاك وأخافك فى ساعة سأقف فيها بين يديك فظننت أن ذلك لن يوقفنى بذنوبى بين يديك". قال المصطفى : "فغفر الله له بذلك" إنه هو الرحيم الكريم.
وهذا شاب فى عصرنا هذا يخرج هو وشلته لاصطياد الفتيات ويخرج بهن إلى البر إلى الصحراء لارتكاب الزنا بعد شرب الخمر. وفى ليلة من الليالى أنهوا هذه الكبيرة فى وقت مبكر من الليل وعادوا إلى بيوتهم وعاد هذا الشاب ليقضى ليلته مع فيلم جنسى داعر، حاول أهل هذا الشاب وقد من الله عليهم بالسعة والثراء والجاه حاولوا معه بشتى الطرق فلم يفلحوا، استضافوا أفضل أهل العلم لهدايته فلم يصلحه، فأصر أهله على الزواج فأبى أول الأمر ثم أذعن ليرضى والده فتزوج فرزقه الله بطفلة جميلة صغيرة فبلغت السادسة من عمرها، ومع ذلك فإنها لا ترى الوالد إلا قبل الفجر لا يدخل البيت إلا قبل الفجر تقريباً، فى كل ليلة حياة عربدة وفسوق وعاد ليلة فوضع شريطا جنسياً داعرا وجلس بعدما اطمئن أن طفلته تغط فى نوم عميق فى أحضان أمها ويشاء الله تبارك وتعالى أن تستيقظ البنت وأبوها يشاهد هذا الفيلم الداعر فسمعت صوتا خافتا ورأت نورا فى غرفة مكتب أبيها فتسللت ودخلت على أبيها الذى اطمأن أن ابنته نامت مع أمها فدخلت البنت الصغيرة بنت السادسة، فلما رأت هذه المشاهد التى تخلع القلوب الحية صرخت البنت وبكت ففزع فوقف مكانة لا يستطيع حركة وإذا بابنته تقول له كلاما غريبا تقول له: (يا بابا إذا كنت عاوز تروح النار روح لوحدك بس مدخلناش النار معاك).
فصرخ وصرخت البنت وضرب الجهاز والفيديو بقدمه وانطلق إلى ابنته واحتضنها وظل يصرخ ويصرخ فقامت الأم وعرفت ما الخبر وهو فى هذا الوقت سمع آذان الفجر: الله أكبر الله أكبر.. فدخل إلى الخلاء واغتسل ليرفع جنابة الزنا.
ولأول مرة يدخل بيت الله جل وعلا ويقدر الله سبحانه أن يقرأ الإمام فى صلاة الفجرة قول الله عز وجل : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر فبكى وعلا صوته بالبكاء وبعد الصلاة التفت المصلون من؟! فلان، فلان يصلى معنا ويبكى لم يقدر الله له الهداية إلا على يد ابنته الطاهرة الطيبة، فلان ما الذى جرى فقص عليهم ما الذى كان وظل جالسا فى المسجد يبكى حتى أشرقت الشمس فصلى الضحى.
فلما انطلق إلى عمله مبكراً تعجب زملاءه: ما شاء الله أتيت اليوم مبكراً! وهم يعلمون أنه لا يأتى فى هذا الوقت أبداً، فهم يعلمون سلوكه وسيرته السيئة وقص عليهم ما كان ورأوا على وجهه انكسار التوبة، بل قل إن شئت: جلال وأنوار وهيبة التوبة فقالوا: ما الخبر فقص عليهم ما حدث فقال له مديره: عد إلى بيتك فاسترح فسنأتيك الليلة لنتناول معك العشاء، لتقص علينا خبر توبتك.
فعاد إلى بيته قبل الظهر فوجد صراخاً وبكاء ورأى زحاما فدخل مسرعا ما الخبر؟ ما الذى جرى؟ فقالوا: ماتت ابنتك!! ماتت أبنتى! ذهب النور الذى أخرجنى من الظلمات إلى النور ذهبت هذه الطيبة الطاهرة التى جعل الله توبتى على يدها، ماتت فى اليوم التى أحتاج إليها فيه، ماتت قبل أن أبرهن لها عمليا أنى تبت إلى الله على يديها.
وصمم هذا الولد الشاب أن يغسلها بيده وأن يكفنها بيده وأن ينزل القبر بنفسه فأبوا عليه فقال: لا ، دعونى أودع النور الذى أخرجنى من الظلمات إلى النور، وعاد فتاب إلى العزيز الغفور وصحت توبته ولم يرجع إلى الزنا ولم يرجع إلى الخمر نسأل الله لنا وله الثبات.
فيا أيها الشاب، لا تقنط ولا تيأس مهما بلغت ذنوبك، وهذا والله شاب من شبابنا هنا فى قرية من قرى مركز المنصورة كنت ألقى فى هذه القرية يوما محاضرة بين المغرب والعشاء، عن وفاة الرسول وأعد الإخوة فراشا خارج المسجد وازدحم الناس وكان العدد كبيراً فى هذه المحاضرة الطيبة.
ولذا فأنا أكرر دائماً أن يحرص المسلمون على تكثير سواد المسلمين فى المحاضرات العلمية، فإن تكثير سواد المسلمين دعوة فى نفس الوقت ، خرج ثلاثة من الشباب يحملون فى جيوبهم أو أكياسهم وحقائبهم قطعاً كبيرة من الحشيش، لتقطيعها وبيعها فى المنصورة ليلاً يقسم بالله هذا الشاب الذى يقص على القصة وهو منهم يقول: والله يا شيخ- هذا على حد تعبيره- (رأينا الدقون ملية شوارع البلد وجاية من كل طريق واحنا قلنا إيه اللى خرج الدقون من جحورها هوة فى أية؟) ما الذى أخرج أصحاب اللحى من جحورهم ما الخبر؟ فقالوا:" ده فيه محاضرة هنا لواحد اسمه محمد حسان قالوا: بيبيع أيه؟ قالوا: دى محاضرة قال الله وقال الرسول هكذا قالوا لى".
يقول: فقلت للشابين معى: ما زال الوقت مبكراً، لنتمكن من تقطيع الحشيش لبيعه فهلا جلسنا مع هؤلاء فى الشارع حتى إذا دخل وقت العشاء انطلقنا إلى المنصورة، يقسم لى بالله جلسنا معنا قطع كبيرة من الحشيش جلسنا فى الشارع، يقول: وكنت تتحدث عن وفاة الرسول يقسم لى بالله إن قلبه قد ارتجف وارتعد وبكى وكأنه لم يبك فى حياته من قبل قال: وتصورت أننى مع النبى فى غرفته وهو يغسل بعد الموت.
يقول: فلما أذن المؤذن لصلاة العشاء دخلت إلى دورة مياة المسجد فرفعت الجنابة عن نفسى بخرطوم دورة المياة وخرجت للصلاة وألقيت كل ما معى من الحشيش فى دورة مياة المسجد وصليت وبكيت بكاء مريراً وشعرت بلذة التوبة وحلاوة الآوبة، وقلت للأخوين اللذين كانا معى: أنتما من الليلة فى طريق وأنا فى طريق، فرد على كل واحد منهما فقالوا: كنا سوياً على المعصية وها نحن الآن نبدأ فى التوبة لله عز وعلا.
ووالله إنه الآن لطالب علم من طلابنا لا يفارق درس الأربعاء فى المسجد التوحيد، وقد زينت سنة النبى وجهه الأزهر الأنور.
فلا تيأس أخى الحبيب ولا تقنط مهما كان الذنب ومهما كانت المعصية
عد إلى الله.
وأعلم بأنك لو قلت يا رب يا رب تب على والله سييسر لك طريق التوبة: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (69) سورة العنكبوت وقال سبحانة: { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} (2 ، 3) سورة الطلاق.
يا شباب من توكل عليه كفاه ومن اعتصم به نجاه ومن فوض إليه الأمر هداه. فتوبوا إلى الله، واعلموا أن للتوبة شروطاً.
وهذا هو عنصرنا الرابع بإيجاز شديد:
أول شرط من شروط التوبة: الإخلاص لا تتب خوفا من السجن ولا خوفا من العقوبة ولا خوفا من ذم الناس لك إن وقعت فى فضيحة، إنما تب لله. {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (110) سورة الكهف
ثانياً: الإقلاع عن المعاصى والذنوب.
رابعاً: العمل الصالح والمداومة عليه.
خامسأً: إن كان الذنب متعلقاً بحق عبد من العباد فتحلله: إن أخذت مالا رده وإن اغتبت أخا من إخواتك فليس بالضرورة أن تذهب إليه، لتقول له: لقد اغتبتك حتى لا توغر صدره إنما يكفيك فقط أن تتوب إلى الله وأن تذهب إلى المجلس الذى اغتبت فيه أخاك فتثنى عليه الخير، وتدعو الله عز وجل له وهذه توبة.
وأسأل الله أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأقول قولى هذا، وأستغفر لى ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابة وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهدية واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. .
أما بعد...
أيها الأحبة الكرام وأخيراً.
بقى أن نتعرف على عقبات خطيرة قد تعوق طريقنا إن أردنا التوبة إلى الله عز وجل وهذه العقبات.
أولاً: الشيطان بين التزين للعبد والتيئيس من رحمة الرب.
ثانياً: الأغترار بستر الله وحلمه وتوالى نعمة على العبد.
ثالثاً: الركون إلى الدنيا والانشغال عن الآخرة.
رابعاً: النفس الأمارة بالسوء.
خامساً: صحبة الشر والسوء هذه عقبات ستعترض طريق التائب.
وأسأل الله العلى القدير فى هذه اللحظات الكريمة الطيبة أن يتوب الله علينا، يا تواب اللهم ارحمنا يا رحيم.